إن كنت تعمل في مجال التوظيف فعليك أن تُضاعف جهودك وتطوّر مهاراتك؛ لأن الروبوت "فيرا" رفعت مستوى المنافسة بعد دخولها على الخط في سوق عملٍ لم يتوانَ عن استبدال الذكاء البشري بآخر صناعي في مجالات عدّة. إذ لن تبقى الروبوت "فيرا" وحيدةً في ظلّ الدراسات التي تُرجّح حلول الروبوتات مكان اليد العاملة في مهن كالتعليم.
من هي الروبوت "فيرا"؟ إن كان السؤال عن المنشأ فهي روسيّة الصنع، وإن كان الاستفسار عن بطاقة تعريفية تشمل شكلها ومضمونها، فهي تبدو بحسب رسمها الافتراضي ـ الموجود على الموقع الخاص بها ـ امرأة شابة في مطلع الثلاثينات، طليقة اللسان وتملك صفات المحاور المتمكّن الذي لا يستخدم لغة الكلام فقط بل لغة جسد تعكسها النظرات الفاحصة أيضاً وإن عن بعد.
رابط موقع الحياة
http://www.hayatweb.com/article/152256
في مضمونها، تحفظ "فيرا" قاعدة بيانات واسعة بالإضافة إلى آلاف الكتب، وهي علاوة على ذلك برمجية تستخدم التعلم الذاتي ما يعني أن مهاراتها ستتطور بالممارسة.
دون ملل
وما يجعل من "فيرا" منافساً خطراً على ساحة الأعمال في حقل الموارد البشرية وفي قسم التوظيف تحديداً، هو قدرتها العالية على إنجاز الكثير في وقت قصير وبجهد متواصل لا يعرف كللاً أو مللاً، ما يعني أن جودة عملها ثابتة لا تتذبذب على مدار الساعة.
ويوضح الموقع الخاص بهذه "الروبوت" وشروحات القائمين على هذا الابتكار، مهامها بشكل مقسّم وفق التالي: اختيار السير الذاتية المناسبة والتي تلائم متطلبات الوظيفة خلال دقائق من خمسة مواقع، والإتصال بالمرشحين وإعلامهم بشأن فرصة العمل والتأكد من أنهم ما زالوا مهتمين بالحصول على وظيفة، مع إرسال وصف وظيفي لهم عبر البريد الإلكتروني، ثم إجراء مقابلة مصوّرة مع المهتمين منهم، وفيها تطرح "فيرا"، بعد التعريف عن نفسها، مجموعتين من الأسئلة الأولى تتعلّق بمهام وظيفية والثانية تتعلق بمهارات القيادة وروح الفريق لدى من تحاوره.
مع الإشارة إلى أن بإمكانها حذف السير الذاتية المتطابقة، ما يعني أن البريد الإلكتروني أو الاتصال لن يرد لنفس المرشح مرتين.
بالأرقام
لما تتمتع به من كفاءة عالية، بمقدور الروبوت أن تُجري 1500 مقابلة توظيف في اليوم، لتقوم لاحقاً "بعمليات فرز من خلال التعيينات المحتملة". ثم ترسل للمتقدّمين نتائج المقابلة عبر "الإيميل".
هل بإمكان فريق عمل إنجاز ذلك في يوم واحد، أو في أسبوع أو في شهر؟ يبدو أن الإجابة المنطقية هي "لا"، من هنا يلقى اختراع الشركة الروسية الناشئة رواجاً، جعل أكثر من 200 شركة مهتمة بجعلها واحدة من التقنيات التي تستخدمها، أو بمعنى آخر أحد أفراد طاقم عملها. إذ يقول أليكسي كوستاريف، وهو أحد مؤسسي شركة "الروبوت فيرا"، "في الوقت الحالي ، لدينا 200 شركة تستخدم Robot Vera ، وهو ما يعني أن البرنامج يجري نحو 50000 مقابلة في اليوم". وتختار هذه الشركات صوت "فيرا": امرأة أم رجل، تتحدث الإنجليزية أم الروسية.
ويكشف كوستاريف أن "عملاء شركتهم يشملون الآن شركات التجزئة والبنوك والتوزيع، وأن عدداً ضخماً من المقابلات الوظيفية ـ يصل بمعدله إلى 50 ألف مقابلة تتم يومياً لدى العملاء بفضل "فيرا".
والمثير للاهتمام بهذا الشأن، هو تلك الصراحة التي يتحدث بها المرشحون للروبوت، إذ يلفت إلى أن مبتكريها فوجئوا بأن "المرشحين غالباً ما يكونون أكثر استعداداً لتقديم نقد صريح حول الوظائف الشاغرة مع فيرا مما هم عليه في مجال التوظيف البشري".
عمّا إذا كان دور "الروبوت فيرا" يلغي الحاجة إلى المقابلات الشخصية الوجاهية، لا يعتقد كوستاريف ذلك، فهو يرى أن هناك أهمية "للمقابلات الشخصية والبشرية وجهاً لوجه، في بعض الأمور أو في الخطوات النهائية".