لعالم اصبح قرية صغيرة و اغلب المشاكل الموجودة حاليا خاصة فى قطاع الاعمال جزء كبير جدا منها يعتبر مشاكل عالمية فندرة العمالة الفنية و ما نعزيه نحن هنا فى مصر الى استقطاب التوكتوك على عمالة كثيرة من الفنيين توجد نفس المشكلة فى كل العالم حتى فى الولايات المتحدة و بدون توكتوك ... مع الثورة الصناعية الرابعة الموجودة الان فى العالم و ظهور نموذج جديد للبيزنس يعتمد على السرعة الفائقة للموبيل انترنت و تطبيقات المحمول و التطور الهائل فى الذكاء الاصطناعى و اعتماد واسع النطاق لتحليلات البيانات الكبيرة والسحابة التكنولوجية ....هذا النموذج تقوم فيه أجهزة الكمبيوتر والروبوتات بالفعل بعمل مثير للدهشة والإعجاب فاصبح من الممكن لروبوت متعدد المهام من انتاج Momentum Machines (احدى الشركات الامريكية فى سان فرانسيسكو المتخصصة فى صناعة روبوتات للاغذية و المشروبات) أن يصنع هامبورجر في 10 ثوانٍ و قامت وكالة أسوشيتيد بريس بتوظيف روبوتات لكتابة التقارير المالية و قدمت Google براءة اختراع للبدء في جعل عمال الروبوت بشخصيات مميزة كل هذا جعل الدور البشرى يتقلص فى عملية الانتاج و الوضع سيزيد مع السنوات القادمة لحدود اعلى بكثير و سيخلق ما يسمى البطالة التكنولوجية و بالتالى تغير سوق العمل و الوظائف و منتظر ان يكون هناك شكل جديد للوظائف فى خلال السنوات القليلة القادمة حيث تشير المؤشرات ان 47% من الوظائف الموجودة اليوم ستختفى خلال العشر السنوات المقبلة خصوصا فى مجال النقل و اللو جيستيات و خدمة العملاء و وظائف تخص الموارد البشرية كاخصائى المرتبات و تقييم الاداء و كثير من اختصاصات شئون العاملين و كذلك الامن و سيتم استبدال افراد الامن فى الشركات ببوابات تحكم فى الدخول و الخروج و كاميرات مراقبة و نظام انذار متصل بشكل اتوماتيكى بالشرطة المدنية.باختصار كل الوظائف التي يتم تأدية أدوارها وفق قواعد و قوانين ثابته سيتم الاستغناء عنها و سيزيد الاعتماد علي المهن التي تتطلب مهارات في التفاعل و التعامل مثل الطب و ان كان هناك دور لتكنولوجيا المعلومات مع الطب حيث سيصبح من السهل إجراء جراحات عن بعد بواسطة التحكم في أدوات الجراحة من مسافات بعيدة و و بعيدا عن الطب هناك وظائف أخرى سيزيد الاعتماد عليها مثل التسويق و المبيعات و غيرها.
مع ارتفاع المستوى الطبى و زيادة متوسط اعمار حياة البشر على ظهر الكوكب و منتظر خلال الفترة القادمة ان يرتفع هذا المتوسط ليصل على سبيل المثال متوسط عمر المراة البريطانية الى مائة عام و بالتالى فان تعليم واحد و مسير وظيفى واحد للانسان اصبح شئ قابل للتغيير خلال الفترة القادمة و اصبحت المهارات التي يحتاجها الناس للعمل والطريقة التي يكتسبونها بها سوف تحتاج إلى تغيير جذري و سيتعين عليهم التكيف باستمرار بدلاً من اختيار مهنة واحدة في العشرينات من العمر. و سيصبح الاعتماد على التدريب اكثر و يتطلب ايضا تغيير فى انظمة التعليم حيث ان اسلوب حفظ المعادلات و القوانين او كل ما يمكن للالة ان تختزنه او تجرى حساباته خلال ثوان معدودة اصبح عديم الفائدة و بالتالى اصبح المستقبل لكل ما لا يمكن ان تقوم به الاله من مهارات و هو ما يمكن ان نطلق عليه البحث عن مبزة للانسان.
مع زيادة البطالة اصبحت هناك تهديدات اخرى لعملية التسويق و البيع نتيجة عدم وجود دخل للافراد خاصة الطبقات المتوسطة و هو ما قد يشكل ايضا عائقا امام اعادة التاهيل او محاولة اكتساب مهارات جديدة تلائم سوق العمل المتغير و بالتالى فان هناك افكار بخصوص ما يطلق عليه الدخل الاساسى العالمى او بصورة مبسطة شكل اخر معدل لاعانة البطالة حيث سيصبح على الحكومات تحدى توفير هذا الدخل و مسئولية اعادة تاهيل و تدريب العمالة و قد يتطلب الامر ان تكون الوظيفة الاخيرة فى حياة كل موظف مع التقدم فى العمر هى وظيفة حكومية و اتجاه توفير دخل اساسى عالمى اتجاه يؤيده الان اصحاب الاعمال الكبرى فى العالم قبل الحكومات و سيحتاج أصحاب العمل والموظفون والحكومات ومقدمو التدريب إلى العمل معًا لتجنب المشاكل و التوترات الاجتماعية و الاقتصادية و فى النهاية هو عصر جديد مختلف تماما عن عصر الموظف البسيط صاحب الامان الوظيفى الذى كان فى نهايه عمله اليومى يقوم بشراء احتياجاته المنزلية من خضر و فاكهة و خلافه (زمن الموظف اللى راجع و شايل بطيخة تحت ابطه انتهى)
#ثمن_الحضارة